آخر الأحداث والمستجدات
نقص في عدد المساجد بمكناس، والمصلون يؤدون صلاتهم بالشارع، صور

أداء صلاة الجمعة بوسط المدينة الجديدة لمكناس أمر ليس بالسهل، فلم يعد ممكنا العثور على مكان داخل المساجد بسبب قلة أعدادها وتزايد أعداد المصلين.
فالمصلون المتوجهون نحو المساجد المتواجدة بوسط المدينة الجديدة، على قلتها، يضطرون إلى البحث عن حلول لتفادي ضياع أجر صلاة الجمعة،لكن الحلول المتوفرة تثير التساؤلات حول شروط الصلاة الصحيحة، والتي تؤدى أحيانا في ظروف غير شرعية.
لا نتحدث عن غيب أو من فراغ، فقد عاينا مشاهد الاكتضاض بمسجد يوجد بزنقة "أكرا" بالقرب من فندق ريف الشهير، المسجد المذكور يكتض بالمصلين خلال أيام الأسبوع، أما يوم الجمعة فلا مكان لمن تأخر بقليل. بل حتى من لم يتأخر قد يضطر إلى الصلاة في الشارع.
اقترب موعد إطلاق الآذان، فبدأ الوافدون يصطدمون بالباب الممتلئة بالمصلين، ثم بدأت الحصائر تظهر هنا وهناك، حارس السيارات شرع في مراقبة الأزقة المجاورة للمسجد، لمنع أصحاب السيارات من ركن عرباتهم لفسح المجال للمصلين. بين لحظة وأخرى يمتلئ المكان، بعد الآذان تمتلئ الأمكنة، جوانب المسجد وجانب مقر اتصالات المغرب، وأركان أخرى، أما المصلون فمنهم من يبحث عن قطعة ورق مقوى "كارطون: ومنهم من يتطفل على صاحب سجاد، ومنهم من يدبر الأمر بأي وسيلة ممكنة، ومنهم من يبقى واقفا إلى حين إقامة الصلاة للبحث عن فراغ بين المصلين.
انطلقت خطبة الجمعة، الواقفون واقفون، والجالسون جالسون، الحرارة تلهب الرؤوس، أما خلال فصل الشتاء فالمتاعب أكبر، "المصلون" مضطرون لتتبع المارة أحيانا ولتغيير وضعيات جلوسهم أحيانا أخرى،لا مجال للتركيز أو الخشوع، وصوت الإمام يرتفع بين الفينة والأخرى لإفاقة من أصابتهم غفوة من نوم.
امتلأ المكان داخل المسجد وخارجه، الحمد لله، مساجد عامرة بفضل الله، لكن بعض المتأخرين قد يتجاوزون الإمام، ولا يدرون أن لا صلاة لهم إن لم يقفوا خلفه، أما من يفترشون أركان وزوايا الزقاق فربما لا يدركون أنها كانت في الليلة الماضية مرتعا خصبا لبول المتشردين وقيء السكارى، عبثوا بالمكان كما شاؤوا وانصرفوا، ليجد المصلون المغلوبون على أمرهم مكانا فيها للصلاة، بعدما أغلق في وجههم باب مسجد يمتلئ بعشرات المصلين، في الخارج أعداد من المصلين أكبر بكثير ممن يؤمهم الإمام في الداخل.
من المتأخرين من يؤدي ركعتي تحية المسجد وهو لا يعلم أنه أدى تحية "الزنقة" على حد قول أحد الأئمة المكناسيين. تلك تحية للشارع المتسخ والمكفهر ليل نهار.
تلك معاناة ممتزجة بشروط غير سليمة لصلاة تتطلب توفر كل الطقوس الضرورية لأدائه في أفضل الظروف.
الوجوه يبدو عليها عدم الرضا، لكن لم ينطق أحد يوما للقول أن المدينة الجديدة بحاجة إلى مسجد أو أكثر، وقد يتوجه أحدهم إلى مسجد الداخلة، لكن المشهد نفسه يتكرر. ورغم الصمت فالوجوه يبدو كأنها تكلم نفسها قائلة : "لا حول ولاقوة إلا بالله"
قد يبررون نقص المساجد بغياب الوعاء العقاري بالمدينة الجديدة، كلام لا يقبله العقل، فقد وجدوا أين يشيدون ماكدونالد وقاعات الترفيه التي تستر عيوب الشباب وانحرافهم، وأوجدوا فضاءات للأسواق الممتازة، وللساحات التي يتجمع حولها محبوا "النشاط" ...انتشرت بالمدينة المقاهي والملاهي ومآوي الشيشة فصار لكل مكناسي شيشته، أما الحانات فحدث ولا حرج، بينما تباع الخمور والماحيا بالأحياء الشعبية، والمخدرات صارت في متناول القاصرين بكل يسر، أما المساجد فالولوج إليها بتطلب قطع المسافات أو الصلاة في الطرقات..
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-05-18 22:34:43 |